... ١- قوله تعالى :﴿والعصر﴾ يقسم ربنا بالدهر ؛ أي : الزمان الذي تقع فيه حركات بني آدم، وعلى عابة تلك الأفعال وجزائها(١).

(١)... ورد في تفسير العصر أقوال، وتفسره بالدهر هو أعلم الأقوال وأشملها، وهو قول الحسن من طريق معمر، وورد أنه وقت العشي، وهو آخر ساعات النهار، وقد ورد التفسير بذلك عن ابن عباس من طريق العوفي.
... قال الطبري :"والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن ربنا أقسم بالعصر، والعصر : اسم للدهر، وهو العشي، والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكل ما لزمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم الله به جل ثناؤه ".
... ومن هنا فإن سبب الاختلاف هو الاشتراك اللغوي في لفظ العصر، فهو يطلق على عدة معان، وبهذا يرجع الخلاف إلى أكثر من معنى، وكل هذه الأقوال محتمل كما قال الطبري، غير أن القول بأنه الدهر يظهر فيه شموله للأوقات كلها، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon