وقد كان الطبري (ت: ٣١٠) يحرص على بيان المعنى – الذي هو التفسير -، وقد يذكره بعد جملة الآيات التي يفسرها، وقد يذكره في ترجيحاته.
زيادات المتأخرين في كتب التفسير:
قد تأمَّلتُ ما يكونُ من الزِّياداتِ التي زادها المتأخِّرونَ على تفاسيرِ السَّلفِ، فظهر لي الآتي:
تقويةُ ما وردَ عن السَّلفِ من اختياراتٍ تفسيريَّةٍ، وزيادةُ الاحتجاجِ لها، سواءٌ اختارَ إحدَى هذه التَّفسيراتِ أم لم يختر.
ذكر معلوماتٍ قرآنيةٍ لا علاقةَ لها بتفسيرِ الآيةِ مباشرةً، وإن كانت تتعلَّقُ بالآيةِ من وجهٍ آخرَ، وهو كونها من علومِ القرآنِ.
التوسُّعِ في العلمِ الذي برزَ فيه المؤلِّفُ، والاستطرادُ في ذكر تفاصيل مسائله، حتَّى يكادُ أن يخرجَ بتفسيرِه من كونِه كتابًا في التَّفسيرِ إلى كونِه كتابًا في ذلك العلمِ الذي برع فيه.
ويظهر على بعض هذه العلوم أنها مما زاده المتأخرون في التفسير على ما ورد عن السلف، كعلم الإعراب والتفصيلات الواردة فيه، والتوسع في المسائل اللغوية والتصريفية والاشتقاقية، والتفصيل في وجوه الأداء في القراءة، وبيان مواطن البلاغة القرآنية للدلالة على إعجازه، والتفصيل في الأحكام الفقهية التي لم يرد النصُّ عليها في القرآن، وغيرها من العلوم التي حدثت وضُبِطت مسائلها بعد جيل السلف.
ذكرُ أوجهٍ تفسيريَّةٍ جديدةٍ عمَّا هو واردٌ عن السَّلفِ.
ذكر جملةٍ من الاستنباطات الفقهيَّةِ والأدبيَّةِ، والاستدلال للمسائل العقدية، وغيرها.
ويمكنُ أن تظهرَ لك هذه النِّقاطُ بتأمُّلِ سورةٍ من السُّورِ، وعرضها – على سبيل المثال – على تفسير الطَّبريِّ (ت: ٣١٠)، وتفسيرِ القرطبيِّ (ت: ٦٧١)، وتفسير أبي حيَّان (ت: ٧٤٥)، وتفسير الطاهر بن عاشور (ت: ١٣٩٣)، وسيظهرُ لك هذا جليًّا بإذن اللهِ.
تطبيق على سورة الكوثر


الصفحة التالية
Icon