... ٤-٧ قوله تعالى :﴿فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * والذين هم يراءون* ويمنعون الماعون﴾ : يتوعد ربنا المصلين الذين يلهون عن الصلاة فيؤخرونها عن وقتها، أو يتركونها أحياناً فلا يصلونها(١)، أولئك المصلين الذين يقومون بأعمالهم ليراهم الناس، وهم المنافقون(٢)

(١)... اختلف السلف في هذا الوصف على أقوال :
... الأول : الذين يؤخرونها عن وقتها، فلا يصلون إلا بعده، وهو قول سعيد بن أبي وقاص من طريق ابنه مصعب، وابن عباس من طريق أب جمرة الضبعي نصر بن عمران، وابن أبزى من طريق جعفر، ومسروق من طريق أبي الضحى مسلم بن صبيح.
... الثاني : يتركونها فلا يصلونها، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة والعوفي، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق معمر، وابن زيد.
... قال الطبري :"وأولى القوال في ذلك عندي بالصواب بقوله :﴿ساهون﴾ : لاهون يتغافلون عنها، وفي اللهو عنها والتشاغل بغيرها تضييعها أحياناً، وتضييع وقتها أخرى، وإذا كان ذلك كذلك، =
(٢)... صح بذلك قول من قال : عنى بذلك ترك وقتها، وقول من قال : عنى به تركها، لماذا ذكرت من أن في السهو عنها المعاني التي ذكرت ".
... ومن ثم، فالخلاف يرجع إلى أكثر من معنى، وهما معنيان، وكلاهما محتمل ؛ أن الذي إن صلاها، لا يصليها إلا رياء، فهو من المنافقين كما ورد عن جمع السلف، وهذا الصنف أقرب أن يكون هو المعني بالآية ؛ للأوصاف السابقة واللاحقة، ويكون المتهاون بوقتها الساهي عنها لتركه إياها في الوقت داخلاً في حُكم المنافقين، فأشبه المنافقين في تهاونه بالصلاة، والله أعلم.
( )... ورد ذلك عن علي من طريق مجاهد، وابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، والضحاك من طريق عبيد، وابن زيد.


الصفحة التالية
Icon