، الذين لا يعطون الناس ولا يعيونهم بشيء : لا بزكاة ولا بغيرها من المنافع التي ينتفع بها ؛ كالقدر، والفأس، والدلو، وغيرها(١)

(١)... اصل الماعون في كل شيء منفعته، ويكون المعنى : يمنعون الناس منافع ما عندهم، وهذا هو العموم في معنى اللفظ : والوارد عن السلف في تفسيرهم أمثلة لهذا العموم، ومنها :
... الأول : الماعون : الزكاة، وهي منفعة مال الواجبة، وبه قال علي بن أبي طالب من طريق مجاهد وأبي صالح، وابن عمر من طريق مجاهد وأبي المغيرة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وسعيد بن جبير من طريق حسان بن مخارق، وقتادة من طريق سعيد والحسن من طريق سعيد ومحمد بن عقبة ومبارك، والضحاك من طريق عبيد وسلمة، وابن زيد، ومحمد بن الحنفية.
... الثاني : الماعون : عارية المتاع من الدلو والقدر ونحو ذلك، ورد ذلك عن عبد الله بن مسعود من طريق أبي العبيدين وسعد بن عياض والحارث بن سويد ومالك بن الحارث وإبراهيم النخعي وأبي وائل، وابن عباس من طريق سعي بن جبير ومجاهد وعلي بن أبي طلحة والعوفي، وسعيد بن جبير من طريق حبيب بن أبي ثابت، وأبي مالك غزوان الغفاري من طريق حصين، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح.
... وورد عن محمد بن كعب من طريق محمد بن رفاعة : الماعون المعروف، وهو يدخل في الذي قبله إلا إن أراد التخصيص.
... كما ورد عن سعي بن المسيب والزهري : أن الماعون بلسان قريش المال، وهذا يمكن أن يدخل في القول الأول، غير أن مرادهم أن هذه الدلالة اللغوية كانت عند قريش دون غيرهم من العرب ز
... قال الطبري :"وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب – إذ كان الماعون هو ما وصفنا قبل، وكان الله قد أخبر عن هؤلاء القوم، وأنهم يمنعونه الناس، خبراً عاماً من غير أن يخص من ذلك شيئاً – أن يقال : إن الله وصفهم بأنهم يمنعون الناس ما يتعاورونه بينهم، ويمنعون أهل الحاجة والمسكنة ما أوجب الله لهم في أموالهم من الحقوق ؛ لأن كل ذلك من المنافع التي ينتفع بها الناس بعضهم من بعض".


الصفحة التالية
Icon