الوجه الخامس: اجعل صلاتك لله ربِّك، واستقبل القبلة بنحركَ.
الشانىء الأبتر:
لم يقع خلافٌ في معنى الشانىء الأبتر، وأنَّ معناه: إنَّ مبغضك هو المقطوع، أي: عن الخير.
وما وردَ من تحديدِ بعضِ الأعيانِ الذين نزل فيهم الخطابُ لا يعني أنَّ هذه التحديدات أقوالٌ أخرى، بل هي أمثلةٌ لمن يتَّصف بأنه مبغضٌ للرسولِ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ هذا المبغض هو الذليلُ المقطوع عن كلَّ خيرٍ.
ثانيًا- المعلومات التي تأتي بعد التَّفسيرِ:
بعد هذه المعلومات التي سبقت في التَّفسيرِ ووجوههِ، فإنَّ الغالبَ عليها أنَّها تكونُ خارجةً عن حدِّ البيانِ، ومن هذه المعلومات:
حكايةُ مناسبةِ السُّورةِ لما قبلها، قال أبو حيان (ت: ٧٤٥): ((ولما ذكر فيما قبلها [أي: سورة الماعون] وصف المنافق بالبخل وترك الصلاة والرِّياءِ ومنع الزَّكاةِ، قَابَلَ في هذه السورةِ البخل بـ ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) [الكوثر: ١]، والسَّهوَ في الصلاة بقوله: ( فَصَلِّ )، والرِّياء بقوله: ( لِرَبِّكَ )، ومنع الزَّكاةِ بقولِه: ( وَانْحَرْ )، أراد: تصدَّق بلحم الأضاحي، فقابل أربعًا بأربعٍ)) (١).
وهذا الذي ذكره أبو حيَّان (ت: ٧٤٥) من مُلحِ التَّفسيرِ، وغالبُ علم المناسباتِ من باب المُلحِ واللَّطائِفِ، لأنَّ معرفتها لا تؤثِّرُ بالتَّفسيرِ، وفقدها لا ينقص من معرفته.
ذكر الظَّاهرُ بن عاشور (ت: ١٣٩٣) ما يتعلَّق بتسميةِ السورة، وأورد الآثارَ في ذلك(٢).
وتسمية السورة والاختلافُ فيها لا أثر له في تفسيرِ الآيات، بل هو من علومِ القرآنِ.

(١) البحر المحيط (١٠: ٥٥٦).
(٢) مما يتميَّزُ به تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور أنه يذكر في مقدمة كلِّ سورةٍ الآثار الواردة في تسمية السورةِ، وسبب تسميتها بهذه الأسماء الواردة، وهو من المباحث النادرة في كتب علوم القرآنِ. بله كتب التَّفسيرِ.


الصفحة التالية
Icon