ذكر الطاهرُ بن عاشور (ت: ١٣٩٣) عدد آياتها(١)، وأنَّها أقصر سور القرآن. وكلُّ هذا لا أثر له في التَّفسيرِ، وهو من علوم القرآنِ.
ذكر الطاهرُ بن عاشور (ت: ١٣٩٣) أغراض السُّورةِ، وهي جملةُ الموضوعات التي طرحتها السُّورة(٢). وهذا من علوم القرآنِ، لأنَّه لا أثر له في بيانِ الآيات.
حكايةُ قراءة من قرأ ((أعطيناك))، قرأها: ((أنطيناك))، وهما بمعنًى، وقد ذكروا شاهدًا لغويًّا لهذه القراءةِ(٣)، وهذا لا أثر له في التفسيرِ، وهو من علمِ القراءةِ المحضِ.
وذكروا معنى الكوثر في اللغةِ وشواهده، وأنَّه بناءُ مبالغةٍ من الكثرةِ. وفي هذا تقويةٌ لتفسيرِ معنى الكوثر بالشَّيء الكثيرِ، وبيانٌ لوجه كونِ غيرِه من الأشياء يطلق عليها مسمَّى الكوثرِ، لأنَّ فيها أصلَ معنى هذا اللَّفظِ، فبيان المعنى قد تمَّ بعد معرفةِ مدلولِ اللَّفظِ، وما يُذكرُ بعد ذلك من المعاني فهي من باب تقويةِ التَّفسيرِ وتأييده.
ذكر الطاهرُ بن عاشور (ت: ١٣٩٣) بعض النِّكات البلاغية، فقال: ((افتتاح الكلامِ بحرفِ التَّأكيدِ للاهتمام بالخبرِ. والإشعار بأنه شيء عظيمٌ، يستتبعُ الإشعار بتنويه شأن النَّبي ﷺ كما تقدَّم في ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) [القدر: ١]. والكلام مسوق مساق البشارةِ وإنشاءِ العطاءِ لا مساق الإخبار بعطاءٍ سابقٍ.
وضميرُ العظمةِ مشعرٌ بالامتنانِ بعطاءٍ عظيمٍ)) (٤).

(١) كذا ذكر القرطبي أيضًا في الجامع لأحكام القرآن (٢٠: ٢١٦).
(٢) هذا المبحث، وهو أغراض السورةِ مما يتميَّز به تفسير الطاهر بن عاشور، فهو يقدِّم لكلِّ سورةٍ أغراضها التي تشتمل عليها.
(٣) ينظر مثلاً: المحرر الوجيز، ط: قطر (١٥: ٥٨٢)، والجامع لأحكام القرآن (٢٠: ٢١٦)، والبحر المحيط (١٠: ٥٥٥- ٥٥٦).
(٤) التحرير والتَّنوير (٣٠: ٥٧٢).


الصفحة التالية
Icon