كما قاله الزمخشري أشدّ خطأ إذ لو كانت الرؤية ممتنعة لوجب أن يجهلم ويزيل شبهتهم كما فعل بهم حين قالوا: اجعل لنا إلهاً والاستدلال بالجواب وهو قوله تعالى: ﴿لن تراني﴾ على استحالتها أشدّ خطأ إذ لا يدل الإخبار عن عدم رؤيته إياه على أنه لا يراه أبداً وأن لا يراه غيره أصلاً فضلاً عن أن يدل على استحالته فإنّ أهل البدع والخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة قالوا: لن تكون لتأبيد النفي وهو خطأ لأنها لو كانت للتأبيد لزم التناقض بذكر اليوم في قوله تعالى: ﴿فلن أكلم اليوم إنسياً﴾ (مريم، ٢٦)
ولزم التكرار بذكر أبداً في قوله تعالى: ﴿ولن يتمنوه أبداً﴾ (البقرة، ٩٥)
ولن تجتمع مع ما هو لانتهاء الغاية نحو قوله تعالى: ﴿فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي﴾ (يوسف، ٨٠)
وأمّا تأبيد النفي في قوله تعالى: ﴿لن يخلقوا ذباباً﴾ (الحج، ٧٣)
(١٥/٤١٢)
---


الصفحة التالية
Icon