(١/١٢٨)
---
تعالى في محله فكانت فتنتهم في تلك العشرة، فلما مضت الثلاثون ولم يرجع موسى ورأوا العجل وسمعوا قول السامريّ عكف منهم ثمانية آلاف رجل على العجل يعبدونه، وقيل: كلهم عبدوه إلا هارون مع اثني عشر ألف رجل، قال البغويّ: وهو الأصح، وقال الحسن: كلهم عبدوه إلا هارون، ولذلك قال تعالى: ﴿وأنتم ظالمون﴾ أي: باتخاذه لوضعكم العبادة في غير محلها.
﴿ثم عفونا﴾ محونا ﴿عنكم﴾ ذنوبكم حين تبتم، والعفو محو الجريمة من عفى إذا درس ﴿من بعد ذلك﴾ أي: الاتخاذ ﴿لعلكم تشكرون﴾ أي: لكي تشكروا نعمتنا عليكم.
تنبيه: إنما قدرت لعل بكي أخذاً مما قيل: إن لعل في القرآن بمعنى كي غير قوله تعالى في الشعراء: ﴿لعلكم تخلدون﴾ (الشعراء، ١٢٩) فإنها بمعنى كأنّ أي: كأنكم تخلدون.
﴿و﴾ اذكروا ﴿إذ آتينا موسى الكتاب﴾ أي: التوراة، وقوله تعالى: ﴿والفرقان﴾ عطف تفسير أي: الفارق بين الحق والباطل والحلال والحرام، وقيل: أراد بالفرقان معجزات موسى كانفلاق البحر الفارقة بين المحق والمبطل في الدعوى وبين الكفر والإيمان ﴿لعلكم تهتدون﴾ أي: لكي تهتدوا بتدبر الكتاب والتفكر في الآيات من الضلال.
(١/١٢٩)
---


الصفحة التالية
Icon