﴿إن تصبك﴾ يا محمد في بعض الغزوات ﴿حسنة﴾ أي: نصرة وغنيمة ﴿تسؤهم﴾ أي: تحزنهم لما في قلوبهم من الضعف والمرض ﴿وإن تصبك مصيبة﴾ أي: نكبة وإن صغرت في بعض الغزوات كما وقع يوم أحد ﴿يقولوا﴾ أي: سروراً وتبجحاً بحسن رأيهم ﴿قد أخذنا أمرنا﴾ أي: بالجد والحزم في القعود عن الغزو ﴿من قبل﴾ أي: قبل هذه المصيبة ﴿ويتولوا وهم فرحون﴾ أي: مسرورون بما نالك من المصيبة وسلامتهم منها قال الله تعالى:
﴿قل﴾ يا محمد لهؤلاء الذين يفرحون بما يصيبك من المصائب والمكروه ﴿لن يصيبنا إلا ما كتب الله﴾ أي: قدره ﴿لنا﴾ في اللوح المحفوظ لأنّ القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة من خير وشر فلا يقدر أحد أن يدفع عن نفسه مكروهاً نزل به أو يجلب لنفسه نفعاً إن أراده ما لم يقدر له ﴿هو﴾ أي: الله ﴿مولانا﴾ أي: ناصرنا وحافظنا وهو أولى بنا من أنفسنا في الموت والحياة ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ﴿وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ في جميع أمورهم لأنّ حقهم أن لا يتوكلوا على غيره ليفعلوا ما هو حقهم.
(١٦/١٧٠)
---