(٣/١٩٠)
---
﴿إنّ في ذلك﴾، أي: ما ذكر من عذاب الأمم الماضية وإهلاكهم ﴿لآية﴾، أي: لعبرة وموعظة ﴿لمن خاف عذاب﴾ يوم الحياة ﴿الآخرة﴾ لأنه ينظر ما أحلّ الله تعالى بالمجرمين في الدنيا وما هو إلا أنموذج لما أعد لهم في الآخرة، فإذا رأى عظمه وشدّته اعتبر به عظم العذاب الموعود فيكون له عبرة وعظة ولطفاً في زيادة التقوى والخشية من الله تعالى، وقوله: ﴿ذلك﴾ إشارة إلى يوم القيامة؛ لأنّ عذاب الآخرة دل عليه ﴿يوم مجموع له﴾، أي: فيه ﴿الناس﴾، أي: إنّ خلق الأوّلين والآخرين كلهم يحشرون في ذلك اليوم ويجمعون، ثم وصفه تعالى بوصف آخر بقوله تعالى: ﴿وذلك يوم مشهود﴾، أي: يشهده أهل السموات وأهل الأرض.
﴿وما نؤخره﴾، أي: ذلك اليوم وهو يوم القيامة ﴿إلا لأجل﴾، أي: وقت ﴿معدود﴾، أي: معلوم محدود وذلك الوقت لا يعلمه إلا الله تعالى.
(٣/١٩١)
---