وقوله تعالى: ﴿ألم تعلم﴾ هنا وفيما مرّ خطاب لمنكري النسخ فالهمزة للإنكار وقيل: خطاب للنبيّ ﷺ والمراد أمّته فالهمزة للتقرير ﴿أنّ الله له ملك السموات والأرض﴾ يفعل فيهما ما يشاء ويحكم ما يريد فهو يملك أموركم ويدبرها ويجريها على حسب ما يصلحكم وهو أعلم بما يتعبدكم به من ناسخ ومنسوخ وهذا كالدليل على قوله: ﴿إنّ الله على كلّ شيء قدير﴾ أو على جواز النسخ، ولذلك ترك العاطف ﴿وما لكم من دون الله﴾ أي: غيره ﴿من وليّ﴾ أي: وليّ يحفظكم ومن صلة ﴿ولا نصير﴾ يمنع عنكم عذابه. وفرق بين الوليّ والنصير بأنّ الوليّ قد يضعف عن النصرة والنصير قد يكون أجنبياً عن المنصور فبينهما عموم وخصوص من وجه.
ونزل لما سأل أهل مكة النبيّ ﷺ أن يوسعها لهم وأن يجعل الصفا ذهباً.
(١/١٩٤)
---


الصفحة التالية
Icon