قيل لفظة في زائدة كما في قوله تعالى: ﴿وأصلح لي في ذريتي﴾ (الأحقاف، ١٥)
(٤/٢٢٤)
---
. ورد بأنّ في لا تزاد وما ذكر متأوّل كما يأتي إن شاء الله تعالى في الأحقاف والتصريف لغة صرف الشيء من جهة إلى أخرى ثم صار كناية عن التبيين قاله أبو حيان. وقوله تعالى: ﴿ليذكروا﴾ متعلق بصرفنا وقرأ حمزة والكسائي بسكون الذال ورفع الكاف من غير تشديد من الذكر الذي هو بمعنى التذكر والباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما. ﴿وما يزيدهم﴾ أي: التصريف ﴿إلا نفوراً﴾ أي: تباعداً عن الحق وقلة طمأنينة إليه، وعن سفيان كان إذا قرأها قال: زادني ذلك لك خضوعاً ما زاد أعداءك نفوراً. ثم قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
﴿قل﴾ أي: لهؤلاء المشركين ولا تيأس من رجوع بعضهم. ﴿لو كان معه آلهة كما تقولون﴾ من هذه الأقوال التي لو قالها أعظمكم في حق أدناكم وهو يريد بها حقيقتها لصار ضحكة للعباد ﴿إذا لابتغوا﴾ أي: طلبوا طلباً عظيماً ﴿إلى ذي العرش﴾ أي: صاحب السرير الأعظم المحيط الذي من ناله كان منفرداً بالتدبير ﴿سبيلاً﴾ أي: طريقاً سالكاً يتوصلون به إليه ليقهروه ويزيلوا ملكه كما ترون فعل ملوك الدنيا بعضهم مع بعض أو ليتخذوا عنده يداً يقربهم إليه، وقرأ ابن كثير وحفص بالياء على الغيبة والباقون بالتاء على الخطاب وأدغم أبو عمرو الشين من العرش في السين بخلاف عنه.
ثم نزه سبحانه وتعالى نفسه فقال عز من قائل:
﴿سبحانه﴾ أي: تنزه التنزه الأعظم عن كل شائبة نقص ﴿وتعالى﴾ أي: علا أعلى العلوّ بصفات الكمال ﴿عما يقولون﴾ أي: من هذه النقائص التي لا يرضاها لنفسه أحد من عقلاء خلقه ﴿علوّاً﴾ أي: تعالياً ﴿كبيراً﴾ أي: متباعداً غاية البعد عما يقولون فإنه تعالى في أعلى مراتب الوجود وهو كونه واجب الوجوب والبقاء لذاته.
تنبيه: جعل العلوّ مصدر التعالي ومصدره تعالياً كما قدّرته فهو المراد ونظيره قوله تعالى: ﴿والله أنبتكم من الأرض نباتاً﴾ (نوح، ١٧)
(٤/٢٢٥)
---