﴿وإذا قرأت القرآن﴾ أي: الذي لا يدانيه واعظ ولا يساويه مفهم وهو تبيان لكل شيء ﴿جعلنا﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً﴾ أي: يحجب قلوبهم عن فهم ما تقرؤه عليهم والانتفاع به. قال قتادة: هو الأكنة فالمستور بمعنى الساتر كقوله تعالى: ﴿كان وعده مأتياً﴾ (مريم، ٦١)
مفعول بمعنى فاعل وقيل: مستوراً عن أعين الناس فلا يرونه وفسره بعضهم بالحجاب عن الأعين الظاهرة كما روي عن سعيد بن جبير أنه لما نزلت ﴿تبت يدا أبي لهب﴾ (المسد، ١)
(٤/٢٢٨)
---
جاءت امرأة أبي لهب ومعها حجر والنبيّ ﷺ مع أبي بكر رضي الله عنه فلم تره فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟ لقد بلغني أنه هجاني. فقال: والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله فرجعت وهي تقول: قد كنت جئت بهذا الحجر لأرض به رأسه فقال أبو بكر: ما رأتك يا رسول الله؟ قال: «لا ما يزل ملك بيني وبينها يسترني».