منهم حتى انتهى إلى ظل شجرة فجلس فيه ثم خرج آخر فرآه جالساً وحده فرجا أن يكون على مثل أمره من غير أن يظهر ذلك ثم خرج آخر فخرجوا كلهم جميعاً فاجتمعوا فقال بعضهم لبعض: ما جمعكم وكل واحد يكتم صاحبه مخافة على نفسه ثم قالوا: ليخرج كل فتيين فيخلوا ثم يفشي كل واحد سرّه إلى صاحبه ففعلوا فإذا هم جميعاً على الإيمان، وإذا بكهف في الجبل قريب منهم فقال بعضهم لبعض:
﴿
هؤلاء قومنا﴾ وإن كانوا أسنّ منا وأقوى وأجل في الدنيا ﴿اتخذوا من دونه آلهة﴾ أشركوهم معه تعالى لشبهة واهية ﴿لولا﴾، أي: هلا ﴿يأتون عليهم بسلطان﴾، أي: دليل ﴿بين﴾، أي: ظاهر مثل ما نأتي نحن على تقرير معبودنا بالأدلة الظاهرة فتسبب عن عجزهم عن دليل أنهم أظلم الظالمين فلذلك قالوا: ﴿فمن أظلم﴾، أي: لا أحد أظلم ﴿ممن افترى﴾، أي: تعمد ﴿على الله﴾، أي: الملك الأعظم ﴿كذباً﴾ بنسبة الشريك إليه تعالى. ثم قال بعض الفتية لبعض:
(٥/١٩)
---