(٥/٢٥)
---
وما حكي عن بعض صعاليك العلماء أنه كان شديد الحب إلى أن يرزق حج بيت الله الحرام وعلم منه ذلك فكانت مياسير أهل بلده كلما عزم قوم على حج أتوه أن يحجوا به وألحوا عليه فيعتذر إليهم ويحمد إليهم بذلهم فإذا انفضوا عنه قال لمن عنده ما لهذا السفر إلا شيئان شدّ الهميان والتوكل على الرحمن ﴿فلينظر أيها أزكى طعاماً﴾ قال ابن عباس: يريد ما حل من الذبائح لأن عامة أهل بلدهم كانوا مجوساً وفيهم قوم يخفون إيمانهم وقال مجاهد: كان ملكهم ظالماً فقولهم أيها أزكى طعاماً، أي: أيها أبعد عن الغصب وكل سبب حرام، وقيل: أيها أطيب وألذ وقيل أيها أرخص. قال الزجاج: قولهم أيها رفع بالابتداء وأزكى خبره وطعاماً تمييز ولا بدّ هنا من حذف، أي: أيّ أهلها أزكى، أي: أحل، وقيل لا حذف والضمير عائد على الأطعمة المدلول عليها من السياق. ﴿فليأتكم﴾ ذلك الأحد ﴿برزق منه﴾ لنأكل ﴿وليتلطف﴾، أي: وليكن في ستر وكتمان في دخول المدينة وشراء الأطعمة حتى لا يعرف ﴿ولا يشعرنّ﴾، أي: ولا يخبرنّ ﴿بكم أحداً﴾ من أهل المدينة.
﴿إنهم﴾، أي: أهل المدينة ﴿إن يظهروا﴾، أي: يطلعوا عالين ﴿عليكم يرجموكم﴾، أي: يقتلوكم والرجم بمعنى القتل كثير في القرآن كقوله تعالى: ﴿ولولا رهطك لرجمناك﴾ (هود، ٩١)
وقوله: ﴿لأرجمنك﴾ (مريم، ٤٦)
وقوله: ﴿أن ترجمون﴾ (الدخان، ٢٠)
(٥/٢٦)
---