﴿فأردنا﴾ أي: بقتله وإراحتهما من شره ﴿أن يبدلهما ربهما﴾ أي: المحسن إليهما بإعطائه وأخذه، قال مطرف: فرح به أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل ولو بقي كان فيه هلاكهما، فليرض كل امرىء بقضاء اللّه تعالى فإن قضاء الله تعالى للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب ولهذا أبدلهما اللّه تعالى ﴿خيراً منه زكاة﴾ أي: طهارة وبركة من الذنوب والأخلاق الرديئة وصلاحاً وتقوى ﴿وأقرب رحماً﴾ أي: رحمة وعطفاً عليهما، وقيل: هو من الرحم والقرابة، قال قتادة: أي: أوصل للرحم وأبرّ للوالدين، قال الكلبي: أبدلهما اللّه تعالى جارية فتزوجها نبيّ من الأنبياء فولدت له نبياً فهدى اللّه تعالى على يديه أمّة من الأمم، وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أبدلهما اللّه تعالى جارية ولدت سبعين نبياً، وقال ابن جريج: أبدلهما بغلام مسلم، وقرأ نافع وأبو عمرو أن يبدّلهما بفتح الباء الموحدة وتشديد الدال والباقون بسكون الموحدة وتخفيف الدال، وقرأ ابن عامر رحماً برفع الحاء والباقون بالسكون.
ثم شرع في تأويل المسألة الثالثة بقوله:
(٥/١١٨)
---


الصفحة التالية
Icon