﴿نحن أعلم﴾ أي: من كل أحد ﴿بما يقولون﴾ في ذلك اليوم أي: ليس كما قالوا: ﴿إذ يقول أمثلهم﴾ أي: أعدلهم ﴿طريقة﴾ أي: رأياً أو عملاً في الدنيا فيما يحسبون ﴿أن﴾ أي: ما ﴿لبثتم إلا يوماً﴾ أي: مبدأ الآحاد لا مبدأ العقود كما قال تعالى في آية أخرى: ﴿يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون﴾ (الروم، ٥٥)، فلا يزالون في إفك وصرف عن الحق في الدارين؛ لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه، ولما وصف سبحانه وتعالى أمر يوم القيامة حكى سؤال من لا يؤمن بالحشر فقال تعالى:
(٥/٣٠٨)
---
﴿ويسئلونك﴾ يا أشرف الخلق ﴿عن الجبال﴾ كيف تكون يوم القيامة؟ قال الضحاك: نزلت في مشركي مكة قالوا: يا محمد كيف تكون الجبال يوم القيامة، وكان سؤالهم على سبيل الاستهزاء، ولما كان مقصودهم من هذا السؤال الطعن في الحشر والنشر، فلا جرم أمره الله تعالى بالجواب مقروناً بحرف التعقيب بقوله: ﴿فقل﴾ لهم ﴿ينسفها ربي نسفاً﴾؛ لأن تأخير البيان في هذه المسألة الأصولية غير جائز، وأما المسائل الفروعية فجائز فلذلك ذكر هناك في نحو قوله تعالى: ﴿يسألونك ماذا ينفقون قل العفو﴾ (البقرة، ٢١٩)، وقوله تعالى: ﴿ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير﴾ (البقرة، ٢٢٠)
بغير حرف التعقيب والنسف التذرية، وقيل: القلع الذي يقلعها من أصلها ويجعلها هباءً منثوراً؛ قال الخليل: ينسفها يذهبها ويطيرها، وفي ضمير