﴿فيذرها﴾ قولان أحدهما: أنه ضمير الأرض أضمرت للدلالة عليها كقوله تعالى: ﴿ما ترك على ظهرها من دابة﴾ (فاطر، ٤٥)، والثاني: ضمير الجبال، وذلك على حذف مضاف أي: فيذر مراكزها ومقارها، ويذر يجوز أن يكون بمعنى يخليها، فيكون ﴿قاعاً﴾ حالاً وأن يكون بمعنى يترك التصييريه، فيتعدى لاثنين فقاعاً ثانيهما، والقاع هو المكان المستوي، وقيل: الأرض التي لا بناء فيها، ولا نبات، وفي قوله تعالى: ﴿صفصفاً﴾ قولان أحدهما: الأرض الملساء، والثاني: المستوية، والقاع والصفصف قريبان من الترادف، وجمع القاع أقوع وأقواع وقيعان
﴿لا ترى فيها﴾ أي: الأرض أو مواضع الجبال ﴿عوجاً﴾ أي: انخفاضاً ﴿ولا أمتاً﴾ أي: ارتفاعاً بوجه من الوجوه، وعبر هنا في العوج بالكسر، وهو للمعاني، ولم يعبر بالفتح الذي توصف به الأعيان، فإن الأرض أو مواضع الجبال أعيان لا معان نفياً للاعوجاج على أبلغ وجه بمعنى أنك لو جمعت أهل الخبرة بتسوية الأرض لاتفقوا على الحكم باستوائها، ثم لو جمعت أهل الهندسة فحكموا بمقاييسهم العلمية فيها لحكموا بمثل ذلك.
(٥/٣٠٩)
---


الصفحة التالية
Icon