﴿وكذلك﴾ معطوف على قوله تعالى: ﴿وكذلك نقص﴾، أي: ومثل إنزال ما ذكر ﴿أنزلناه﴾ أي: القرآن ﴿قرآناً﴾ جامعاً لجميع المعاني المقصودة، ثم وصفه تعالى بأمرين؛ أحدهما: قوله تعالى ﴿عربياً﴾ أي: بلسان العرب ليفهموه، ويقفوا على إعجازه وحسن نظمه وخروجه عن كلام البشر، الثاني: قوله تعالى: ﴿وصرّفنا فيه من الوعيد﴾ أي: كرّرناه، وفصلناه، ويدخل تحت الوعيد بيان الفرائض والمحارم؛ لأن الوعد بهما يتعلق بتكريره وتصريفه يقتضي بيان الأحكام، فلذلك قال تعالى: ﴿لعلهم يتقون﴾ أي: يجتنبون الشرك والمحارم، وترك الواجبات، فتصير التقوى لهم ملكة ﴿أو يحدث لهم ذكراً﴾ أي: عظة واعتباراً حين يسمعونها، فيثبطهم عنها، ولهذه النكتة أسند التقوى إليهم، والأحداث إلى القرآن.
(٥/٣١٢)
---