تنبيه: فإذا هي إذا للمفاجأة وهي تقع في المجازاة سادّة مسدّ الفاء كقوله تعالى: ﴿إذا هم يقنطون﴾ (الروم، ٣٦)، فإذا جاءت الفاء معها تعاونتا على وصل الجزاء بالشرط، فيتأكد، ولو قيل: إذا هي شاخصة أو فهي شاخصة كان سديداً، قال سيبويه: والضمير للقصة بمعنى فإذا القصة شاخصة يعني القصة أنّ أبصار الذين كفروا تشخص عند ذلك، وقال الزمخشري: هي ضمير مبهم توضحه الأبصار، وتفسره كما فسر الذين ظلموا وأسروا النجوى وقولهم: ﴿يا ويلنا﴾ أي: هلاكنا متعلق بمحذوف تقديره: يقولون يا ويلنا، ويقولون في موضع الحال من الذين كفروا ويا للتنبيه ﴿قد كنا﴾ أي: في الدنيا ﴿في غفلة من هذا﴾ أي: اليوم حيث كذبنا وقلنا: إنه غير كائن، ثم أضربوا عن الغفلة فقالوا: ﴿بل كنا ظالمين﴾ أنفسنا بعدم اعتقاده واضعين الشيء في غير موضعه حيث أعرضنا عن تأمّل دلائله، والنظر في مخايله، وكذبنا الرسل وعبدنا الأوثان، وقوله تعالى:
﴿إنكم﴾ خطاب لأهل مكة، وأكده لإنكارهم مضمون الخبر ﴿وما تعبدون من دون الله﴾ أي: غيره من الأوثان ﴿حصب جهنم﴾ أي: وقودها، وهو ما يرمى به إليها وتهيج به من حصبه يحصبه إذا رماه بالحصب والحصب في لغة أهل اليمن الحطب، وقال عكرمة: هو الحطب بالحبشية قال الضحاك: يعني يرمون بهم في النار كما يرمى بالحصب، وقوله تعالى: ﴿أنتم لها واردون﴾ أي: داخلون استئناف أو بدل من حصب جهنم، واللام معوضة من على للاختصاص والدلالة على أنّ ورودهم لأجلها
(٥/٤١٨)
---