﴿أولئك﴾ أي: البعداء البغضاء ﴿الذين لهم﴾ أي: خاصة ﴿سوء العذاب﴾ أي: أشدّه في الدنيا بالخوف والقتل ﴿وهم في الآخرة هم الأخسرون﴾ أي: أشدّ الناس خسارة لأنهم خسروا ما لا خسارة مثله لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم، ولما وصف تعالى القرآن بما اقتضى بيان أهل الفوز والخسران، ذكر حال المنزل عليه وهو النبيّ ﷺ مخاطباً له بقوله تعالى:
(٧/٨٩)
---
﴿وإنك﴾ أي: وأنت يا أشرف الخلق وأعلمهم وأعظمهم وأحكمهم ﴿لتلقى القرآن﴾ أي: لتؤتاه وتلقنه أي: يلقى عليك بشدّة ﴿من لدن﴾ أي: من عند ﴿حكيم﴾ أي: بالغ الحكمة فلا شيء من أفعاله إلا وهو في غاية الإتقان ﴿عليم﴾ أي: عظيم العلم واسعه تامّه شامله، والجمع بينهما مع أنّ العلم داخل في الحكمة لعموم العلم ودلالة الحكمة على إتقان الفعل، والإشعار بأنّ علوم القرآن منها: ما هو كالعقائد والشرائع، ومنها: ما ليس كذلك كالقصص والأخبار عن المغيبات، ثم شرع في بيان تلك العلوم بقوله تعالى: