﴿نتلو﴾ أي: نقص قصاً متتابعاً متوالياً بعضه في إثر بعض ﴿عليك﴾ بواسطة جبريل عليه السلام ﴿من نبأ﴾ أي: خبر ﴿موسى وفرعون بالحق﴾ أي: بالصدق الذي يطابقه الواقع.
تنبيه: يجوز أن يكون مفعول نتلو محذوفاً دلت عليه صفته وهي من نبأ موسى، تقديره نتلو عليك شيئاً من نبأ موسى، ويجوز أن تكون من مزيدة على رأي الأخفش أي: نتلو عليك نبأ موسى، وبالحق يجوز أن يكون حالاً من فاعل نتلو ومن مفعوله أي: نتلو عليك بعض خبرهما ملتبسين أو ملتبساً بالحق، ثم نبه على أن هذا البيان كما سبق إنما ينفع أولي الإذعان بقوله تعالى: ﴿لقوم يؤمنون﴾ فغيرهم لا ينتفع بذلك ولما كان كأنه قيل ما المقصود من هذا قال.
(٧/١٧٣)
---
﴿إنّ فرعون﴾ ملك مصر الذي ادّعى الإلهية ﴿علا﴾ أي: بادعاء الإلهية وتجبره على عباد الله وقهره لهم ﴿في الأرض﴾ أي: أرض مصر وإطلاقها يدل على تعظيمها وأنها كجميع الأرض لاشتمالها على ما قل أن يشتمل عليه غيرها ﴿وجعل﴾ أي: بما جعلنا له من نفوذ الكلمة ﴿أهلها﴾ أي: أهل الأرض المرادة ﴿شيعاً﴾ أي: فرقاً تتبع كل فرقة شيئاً يتبعونه على ما يريد ويطيعونه لا يملك أحد منهم أن يكون عتيقه، أو أصنافاً في استخدامه يسخر صنفاً في بناء، وصنفاً في حفر، وصنفاً في حرث، ومن لم يستعمله ضرب عليه الجزية، أو فرقاً مختلفة قد أغرى بينهم العداوة والبغضاء وهم بنو إسرائيل والقبط.
(٧/١٧٤)
---