والشرق الغصة، يقال شرق بريقه أي: غص، والشاهد في شرقت حيث أنه لإضافة الصدر إلى القناة، وصدرها ما فوق نصفها، ثم أثبت النون في قوله مبيناً عن صغرها ﴿فتكن﴾ إشارة إلى ثباتها في مكانها وليزداد شوق النفس إلى محط الفائدة ويذهب الوهم كل مذهب معبراً عن أعظم الخفاء وأتم الأحوال ﴿في صخرة﴾ أيّ صخرة كانت ولو أنها أشد الصخور وأخفاها، ولما أخفى وضيق أظهر ووسع ورفع وخفض ليكون أعظم لضياعها لحقارتها بقوله ﴿أو في السموات﴾ أي: في أيّ مكان منها على سعة أرجائها وتباعد أنحائها، وأعاد أونصاً على إرادة كل منهما على حدته بقوله ﴿أو في الأرض﴾ أي: كذلك وهذا كما ترى لا ينفي أن تكون الصخرة فيهما أو في غيرهما أو في أحدهما.
(٧/٤٢٥)
---


الصفحة التالية
Icon