﴿واقصد﴾ أي: اقتصد واسلك الطريق الوسطى ﴿في مشيك﴾ بين ذلك قواماً أي: ليكن مشيك قصداً لا تخيلاً ولا إسراعاً أي: بين مشيين لا تدب دبيب المتماوتين ولا تثب وثب الشطار، قال ﷺ «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن» وأمّا قول عائشة في عمر رضي الله تعالى عنهما: كان إذا مشى أسرع، فإنما أرادت السرعة المرتفعة عن دبيب المتماوت، وقال عطاء: امش بالوقار والسكينة لقوله تعالى يمشون: على الأرض هوناً وعن ابن مسعود: كانوا ينهون عن وثب اليهود ودبيب النصارى، والقصد في الأفعال كالقسط في الأوزان، قاله الرازي: في اللوامع وهو المشي الهون الذي ليس فيه تصنع للخلق لا بتواضع، ولا بتكبر ﴿واغضض﴾ أي: انقص ﴿من صوتك﴾ لئلا يكون صوتك منكراً وتكون برفع الصوت فوق الحاجة كالأذان فهو مأمور به، وكانت الجاهلية يتمدحون برفع الصوت قال القائل:
*جهير الكلام جهير العطاس ** جهير الروى جهير النغم*
(٧/٤٣١)
---