تنبيه: في إعراب هذا وجهان: أظهرهما: أنه مبتدأ وما بعده خبره ويكون الوقف تاماً على قوله تعالى ﴿من مرقدنا﴾ وهذه الجملة حينئذ فيها وجهان: أحدهما: أنها مستأنفة إما من قول الله تعالى أو من قول الملائكة أو من قول المؤمنين، الثاني: أنها من كلام الكفار فتكون في محل نصب بالقول الثاني من الوجهين الأولين هذا صفة لمرقدنا وما وعد منقطع عما قبله، ثم في (ما) وجهان أحدهما: أنها في محل رفع بالابتداء والخبر مقدر أي: الذي وعده الرحمن وصدق المرسلون فيه حق عليكم وإليه ذهب الزجَّاج والزمخشري، والثاني: أنه خبر مبتدأ مضمر أي: في هذا الذي وعد الرحمن.
﴿إن﴾ أي: ما ﴿كانت﴾ أي: النفخة التي وقع الإحياء بها ﴿إلا صيحة واحدة﴾ أي: كما كانت صيحة الإماتة واحدة ﴿فإذا هم﴾ أي: فجأة من غير توقف أصلاً ﴿جميع﴾ أي: على حالة الاجتماع لم يتأخر منهم أحد ﴿لدينا﴾ أي: عندنا ﴿محضرون﴾ ثم بين تعالى ما يكون في ذلك اليوم بقوله تعالى:
﴿فاليوم لا تظلم نفس﴾ أي: أي نفس كانت مكروهة أو محبوبة ﴿شيئاً﴾ أي: لا يقع لها ظلم ما من أحد ما في شيء ما ﴿ولا تجزون﴾ أي: على عمل من الأعمال شيئاً من الجزاء من أحد ﴿إلا ما كنتم تعملون﴾ ديدناً لكم بما ركز في جبلاتكم ثم بين تعالى حال المحسن بقوله تعالى:
(٩/١٧٥)
---
﴿إن أصحاب الجنة﴾ أي: الذين لا حظ للنار فيهم ﴿اليوم﴾ أي: يوم البعث وهذا يدل على أنه يعجل دخولهم ودخول بعضهم إليها ووقوف الباقين للشفاعات ونحوها من الكرامات عند دخول أهل النار النار، وعبر بما يدل على أنهم بكلياتهم مقبلون عليه ومطرقون له مع توجههم إليه بقوله ﴿في شغل﴾ أي: عظيم جداً لا تبلغ وصفه العقول كما كانوا في الدنيا في أشغل الشغل بالمجاهدات في الطاعات.
(٩/١٧٦)
---