﴿قل﴾ يا أفضل الخلق للمشركين ﴿إنما أنا منذرٌ﴾ أي: مخوف بالنار لمن عصى ﴿و﴾ لا بد من الإقرار بأنه ﴿ما من إله إلا الله﴾ أي: الجامع لجميع الأسماء الحسنى ﴿الواحد القهار﴾ فكونه واحداً يدل على عدم الشريك وكونه قهاراً مشعر بالتخويف والترهيب.
ولما ذكر ذلك أردفه بما يدل على الرجاء والترغيب بقوله تعالى: شأنه:
(٩/٣٣١)
---
﴿رب السموات﴾ أي: مبدعها وحافظها على علوها وسعتها وإحكامها بما لها من الزينة والمنافع ﴿والأرض﴾ أي: على سعتها وضخامتها وكثافتها وما فيها من العجائب ﴿وما بينهما﴾ أي: الخافقين من الفضاء والهواء وغيرهما من العناصر والنبات والحيوانات العقلاء وغيرها ربي كل شيء من ذلك إيجاداً وإبقاء على ما يريد وإن كره ذلك المربوب فدل ذلك على قهره وتفرده ﴿العزيز﴾ أي: الغالب على أمره ﴿الغفار﴾ فكونه رباً يشعر بالتربية والكرم والإحسان والجود وكونه غفاراً يشعر بأن العبد لو أقدم على المعاصي والذنوب ثم تاب إليه فإنه يغفرها برحمته، وهذا الموصوف بهذه الصفات هو الذي تجب عبادته لأنه هو الذي يخشى عقابه ويرجى ثوابه وقوله تعالى:
﴿قل﴾ أي: لهم ﴿هو نبأ عظيم﴾ يعود على القرآن وما فيه من القصص والأخبار، وقيل: تخاصم أهل النار، وقيل: على ما تقدم من إخباره ﷺ بأنه نذير مبين وبأن الله تعالى إله واحد متصف بتلك الصفات الحسنى وقوله تعالى:
﴿أنتم عنه معرضون﴾ صفة لنبأ أي: لتمادي غفلتكم فإن العاقل لا يعرض عن مثله كيف وقد قامت عليه الحجج الواضحة إما على التوحيد فما مر وإما على النبوة، فقوله تعالى:
﴿ما كان لي من علم بالملأ الأعلى﴾ أي: الملائكة فقوله: ﴿بالملأ﴾ متعلق بقوله ﴿من علم﴾ وضمن معنى الإحاطة فلذلك تعدى بالباء ﴿إذ يختصمون﴾ أي: في شأن آدم عليه السلام حين قال الله عز وجل: ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ (البقرة: ٣٠)


الصفحة التالية
Icon