﴿ولو أن للذين ظلموا﴾ أنفسهم بالكفر ﴿ما في الأرض جميعاً﴾ أي: من الأموال ﴿ومثله معه لا افتدوا﴾ أي: اجتهدوا في طلب أن يفدوا أنفسهم ﴿به من سوء العذاب يوم القيامة﴾ وهذا وعيد شديد وإقناط كلي لهم من الخلاص روى الشيخان عن أنس: «أن النبي ﷺ قال: يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذاباً لو أن لك ما في الأرض من شيء لكنت تفتدي به فيقول: نعم فيقول الله: قد أردت منك وفي رواية سألتك أهون من هذا وأنت في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي شيئاً» قوله أردت أي: فعلت معك فعل الآمر المريد وهو معنى قوله في رواية قد سألتك.
(٩/٣٩١)
---
ثانيها: قوله تعالى: ﴿وبدا لهم من الله﴾ أي: الملك الأعظم ﴿ما لم يكونوا يحتسبون﴾ أي: ظهر لهم أنواع من العذاب لم تكن في حسابهم وفي هذا زيادة مبالغة هو نظير قوله تعالى في الوعد ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾ (السجدة: ١٧)
وقوله ﷺ «في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر». وقال مقاتل: ظهر لهم حين بعثوا ما لم يحتسبوا في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة. وقال السدي: ظنوا أن أعمالهم حسنات فبدلت لهم سيئات لأنهم كانوا يتقربون إلى الله تعالى بعبادة الأصنام ويظنونها حسنات فبدت لهم سيئات.
ثالثها قوله تعالى:
﴿وبدا لهم﴾ أي: ظهر ظهوراً تاماً ﴿سيئات ما كسبوا﴾ أي: مساوئ أعمالهم من الشرك وظلم أولياء الله تعالى ﴿وحاق﴾ أي: نزل ﴿بهم ما كانوا به يستهزؤون﴾ أي: يطلبون ويوجدون الهزء في العذاب ثم حكى الله تعالى عنهم طريقة أخرى من طرائقهم الفاسدة بقوله تعالى: