(١٠/١٣٥)
---
﴿وكذلك﴾ أي: ومثل هذه المقالة المتناهية في البشاعة فعلت الأمم الماضية مع إخوانك الأنبياء عليهم السلام ثم فسر ذلك بقوله تعالى: ﴿ما أرسلنا﴾ أي: مع ما لنا من العظمة ﴿من قبلك﴾ أي: في الأزمنة السالفة ﴿في قرية﴾ وأغرق في النفي بقوله تعالى: ﴿من نذير﴾ وبين به أن موضع الكراهة والخلاف الإنذار على مخالفة الأهواء ﴿إلا قال مترفوها﴾ أي: أهل الترفه بالضم وهي النعمة والطعام الطيب والشيء الظريف يكون خاصاً بالمترف وذلك موجب لقلة الهم وللراحة والبطالة ﴿إنا وجدنا آباءنا﴾ أي: وهم أعرف منا بالأمور ﴿على أمة﴾ أي: أمر جامع يستحق أن يقصد ويؤم ثم أكدوا كما أكد هؤلاء فقالوا: ﴿وإنا على آثارهم﴾ أي: لا على غيرها ﴿مقتدون﴾ أي: راكبون سنن طريقتهم لازمون لها ففي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(١٠/١٣٧)
---