﴿أولم يروا﴾ أي: يعلموا علماً هو في الوضوح كالرؤية ﴿أن الله﴾ ودل على ما دلّ عليه هذا الاسم الأعظم بقوله تعالى: ﴿الذي خلق السموات﴾ على ما احتوت عليه بما يعجز الوصف من العبر ﴿والأرض﴾ على ما اشتملت عليه من الآيات المدركة بالعيان والخبر ﴿ولم يعي﴾ أي: ولم يتعب ولم يعجز ﴿بخلقهنّ﴾ أي: بسبب من الأسباب. فإنه لو حصل له شيء من ذلك أدّى إلى نقصان فيهما، أو في إحداهما. وأكد الإنكار المتضمن للنفي بزيادة الجارّ في خبر إن فقال: ﴿بقادر﴾ أي: قدرة عظيمة ﴿على أن يحيي﴾ أي: على سبيل التجديد مستمرّاً ﴿الموتى﴾ والأمر فيهم لكونه إعادة وكونه جزءاً يسيراً مما ذكر، اختراعه أصغر شأناً وأسهل صنعاً وأجاب بقوله تعالى ﴿بلى﴾ لأنّ هذا الاستفهام الإنكاري في معنى النفي.m
أي: قد علموا أنه قادر على ذلك علماً هو في إيقانه كالبصر لأنهم يعلمون أنه المخترع لذلك، وأن الإعادة أهون من الابتداء في مجاري عاداتهم، ولكنهم عن ذلك غافلون لأنهم عنه معرضون. وقوله تعالى: ﴿إنه على كل شيء قدير﴾ تقرير للقدرة على وجه عام يكون كالبرهان على المقصود. كأنه لما صدر السورة بتحقيق المبدأ أراد ختمها بإثبات المعاد. ولما أثبت البعث بما أقام من الدلائل، ذكر بعض ما يحصل في يومه من الأهوال. بقوله تعالى:
(١١/٤٢)
---