فإن قيل: هذا مناقض لقوله تعالى في سورة الأنفال ﴿ويقللكم في أعينهم﴾ (الأنفال، ٤٤) أجيب: بأنه قللهم أوّلاً حتى اجترؤوا عليهم، فلما لاقوهم كثروا إمداداً من الله تعالى للمؤمنين في أعينهم حتى غلبوا فكان التقليل والتكثير في حالين مختلفين ﴿رأي﴾ أي: في رأي ﴿العين﴾ أي: رؤية ظاهرة مكشوفة لا لبس فيها معاينة كسائر المعاينات وقد نصرهم الله تعالى مع قلتهم ﴿وا يؤيد﴾ أي: يقوي ﴿بنصره من يشاء﴾ نصره كما أيد أهل بدر بتكثيرهم في عين العدوّ ﴿إنّ في ذلك﴾ المذكور ﴿لعبرة﴾ أي: عظة ﴿لأولي الأبصار﴾ أي: لذوي البصائر أفلا تعتبرون بذلك فتؤمنون.
(١/٤٧٨)
---


الصفحة التالية
Icon