قال ابن عادل: ولم يقيدها غيره بل صرّح بأنها الجماعة؛ قلت: أو كثرت ثم قال: والكثرة التي فهمها الزمخشري قد تكون من السياق ا. ه. لكن قال البغوي: والثلة جماعة غير محصورة العدد ﴿من الأولين﴾ أي: من الأمم السابقة من لدن آدم إلى محمد ﷺ من النبيين عليهم السلام ومن آمن بهم ﴿وقليل من الآخرين﴾ وهم من آمن بمحمد ﷺ فقد كان الأنبياء عليهم السلام مئة ألف ونيفاً وعشرين ألفاً، وكان من خرج مع موسى عليه السلام من مصر وهو مؤمن به من الرجال المقاتلين ممن هو فوق العشرين ودون الثمانين ست مئة ألف، فما ظنك بمن عداهم من الشيوخ ومن دون العشرين من البالغين الصبيان ومن النساء، فكيف بمن عداه من سائر النبيين عليهم السلام المجدّدين من بني إسرائيل وغيرهم. قال البيضاوي: ولا يخالف ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «أمتي يكثرون سائر الأمم». لجواز أن يكون سابقو سائر الأمم أكثر من سابقي هذه الأمة، وتابعوا هذه الأمّة أكثر من تابعيهم.
(١١/٣٩٦)
---