قال القشيريّ: ومن ضيع لرسول الله ﷺ سنة أو أحدث في دينه بدعة انخرط في هذا السلك ﴿وقد أنزلنا﴾ أي: بما لنا من العظمة عليكم وعلى من قبلكم ﴿آيات بينات﴾ أي: دلالات عظيمة هي في غاية البيان لذلك ولكل ما يتوقف عليه الإيمان كترك المحادّة وتحصيل الإذعان ﴿وللكافرين﴾ أي: الراسخين في الكفر بالآيات أو بغيرها من أوامر الله تعالى: ﴿عذاب مهين﴾ بما تكبروا واعتدوا على أولياء الله تعالى وشرائعه يهينهم ذلك العذاب ويذهب عزهم وشماختهم ويتركون به محادتهم.
وقوله تعالى: ﴿يوم﴾ منصوب باذكر كما قاله الزمخشري قال: تعظيماً لليوم أو بلهم أي بالاستقرار الذي تضمنه لوقوعه خبراً أو بفعل مقدّر قدّره أبو البقاء يهانون أو يعذبون أو استقرّ ذلك يوم ﴿يبعثهم الله﴾ أي: الملك الأعظم ﴿جميعاً﴾ أي: حال كونهم مجتمعين، الكافرين المصرّح بهم والمؤمنين المشار إليهم الرجال والنساء أحياء كما كانوا لا يترك منهم أحد، وقيل: مجتمعين في حال واحد ﴿فينبئهم﴾ أي: يخبرهم أخباراً عظيماً مستقصى ﴿بما عملوا﴾ تخجيلاً وتوبيخاً وتشهيراً لحالهم ﴿أحصاه الله﴾ أي: أحاط به عدداً وكماً وكيفاً وزماناً ومكاناً بماله من صفات الكمال والجلال ﴿ونسوه﴾ لأنهم تهاونوا به حيث ارتكبوه ولم يبالوا به لضر أو تهم بالمعاصي وإنما تحفظ معظمات الأمور أو لخروجه عن الحدّ في الكثرة فكيف كل واحد على انفراده ﴿والله﴾ أي: بماله من القدرة الشاملة والعلم المحيط ﴿على كل شيء﴾ أي: على الإطلاق ﴿شهيد﴾ أي: حفيظ حاضر لا يغيب ورقيب لا يغفل.
ثم إنه تعالى أكد بيان كونه عالماً بكل المعلومات فقال جل ذكره:
(١٢/٢)
---


الصفحة التالية
Icon