﴿قل﴾ أي: يا أشرف الرسل ﴿يا أيها الذين هادوا﴾ أي: تدينوا باليهودية ﴿إن زعمتم﴾ أي: قلتم قولاً هو معرض للتكذيب، ولذلك أكذبتموه ﴿إنكم أولياء لله﴾ أي: الملك الأعلى الذي لا أمر لأحد معه خصكم بذلك خصوصية مبتدأة ﴿من دون﴾ أي: أدنى رتبة من رتب ﴿الناس﴾ فلم تنفذ الولاية، وتلك الرتبة في الدنيا إلى أحد منهم غيركم بل خصكم بذلك عن كل من فيه أهلية الحركة لاسيما الأميين ﴿فتمنوا الموت﴾ وأخبروا عن أنفسكم بذلك للنقلة من دار البلاء إلى محل الكرامة والآلاء ﴿إن كنتم﴾ أي: كوناً راسخاً ﴿صادقين﴾ أي: غريقين عند أنفسكم في الصدق، فإن من علامات المحبة الاشتياق إلى المحبوب، ومن المقطوع به أن من كان في كدر وكان له ولي قد وعده عند الوصول إليه الراحة التي لا يشوبها ضرر تمنى النقلة إلى وليه. روي أنه ﷺ قال لهم «والذي نفسي بيده لا يقولها أحد منكم إلا غص بريقه فلم يقلها منهم أحد علماً منهم بصدقه ﷺ فلم يقولوا ولم يؤمنوا عناداً منهم».
ثم أخبر الله تعالى عنهم أنهم لا يتمنونه في المستقبل أيضاً بقوله تعالى:
﴿ولا يتمنونه﴾ أي: في المستقبل ﴿أبداً بما قدمت أيديهم﴾ أي: بسبب ما قدموا من الكفر والمعاصي التي أحاطت به فلم تدع لهم حظاً في الآخرة.
تنبيه: قال تعالى هنا: ﴿ولا يتمنونه﴾ وفي البقرة ﴿ولن يتمنوه﴾ (البقرة: ٩٥)
(١٢/١٤٠)
---