﴿ومن يعرض﴾ أي: إعراضاً مستمراً إلى الموت ﴿عن ذكر ربه﴾ أي: مجاوزاً عن عبادة المحسن إليه المربي له الذي لا إحسان عنده من غيره. وقيل: المراد بالذكر القرآن، وقيل: الوحي. وقيل: الموعظة. ﴿نسلكه﴾ أي: ندخله ﴿عذاباً﴾ يكون مظروفاً فيه كالخيط في ثقب الخرزة في غاية الضيق ﴿صعداً﴾ أي: شاقاً شديداً يعلوه ويغلبه ويصعد عليه، ويكون كل يوم أعلى مما قبله جزاء وفاقاً. وقال ابن عباس: هو جبل في جهنم. قال الخدري: كلما جعلوا أيديهم عليه ذابت. وعن ابن عباس: أنّ المعنى مشقة من العذاب، لأنّ الصعد في اللغة هو المشقة، تقول: تصعدني الأمر إذا شق عليك، ومنه قول عمر: ما تصعدني شيء ما تصعدني في خطبة النكاح، يريد ما شق علي وما غلبني والمشي في الصعود يشق.
وقال عكرمة: هو صخرة ملساء في جهنم يكلف صعودها، فإذا انتهى إلى أعلاها حدر إلى جهنم. وقال الكلبي: يكلف الوليد بن المغيرة أن يصعد جبلاً في النار من صخرة ملساء يجذب من أمامه بسلاسل ويضرب من خلفه بمقامع حتى يبلغ أعلاها ولا يبلغ في أربعين سنة، فإذا بلغ أعلاها أحدر إلى أسفلها، ثم يكلف أيضاً الصعود فذاك دأبه أبداً وهو قوله تعالى: ﴿سأرهقه صعوداً﴾ (المدثر: ١٧)
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالياء التحتية على الغيبة لإعادة الضمير على الله تعالى والباقون بالنون على الالتفات وهذا كما في قوله تعالى: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً﴾ (الإسراء: ١٠)
ثم قال: ﴿باركنا حوله لنريه من آياتنا﴾ (الإسراء: ١)
واتفقوا على فتح الهمزة في قوله تعالى:
(١٣/١٨٨)
---