﴿إن الذين يشترون﴾ أي: يستبدلون ﴿بعهد الله﴾ إليهم في الإيمان للنبيّ ﷺ والوفاء بأداء الأمانة ﴿وإيمانهم﴾ أي: حلفهم به تعالى كاذباً من قولهم: والله لنؤمننّ ولننصرنه ﴿ثمناً قليلاً﴾ من الدنيا ﴿أولئك لا خلاق﴾ أي: لا نصيب ﴿لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله﴾ أي: بما يسرّهم أو بشيء أصلاً وأنّ الملائكة يسألونهم يوم القيامة ﴿ولا ينظر إليهم﴾ أي: ولا يرحمهم ﴿يوم القيامة ولا يزكيهم﴾ أي: ولا يثني عليهم بالجميل ولا يطهرهم من الذنوب ﴿ولهم عذاب أليم﴾ أي: مؤلم وقيل: نزلت في رجل أقام سلعة في السوق فحلف لقد اشتراها بما لم يشترها به وقيل: نزلت في جماعة من اليهود جاؤوا إلى كعب بن الأشرف في سنة أصابتهم ممتارين فقال لهم: أتعلمون أنّ هذا الرجل رسول الله قالوا: نعم قال: لقد هممت أن أميركم وأكسوكم فحرمكم الله خيراً كثيراً فقالوا: لعله اشتبه علينا فرويداً حتى نلقاه فانطلقوا فكتبوا صفة غير صفته ثم رجعوا إليه وقالوا: لقد غلطنا وليس هو بالنعت الذي نعت لنا ففرح ومارهم، وعن الأشعث بن قيس: «نزلت فيّ كان بيني وبين رجل خصومة في بئر وأرض، فاختصمنا إلى رسول الله ﷺ فقال: شاهداك أو يمينه فقلت: إذا يحلف ولا يبالي فقال: من حلف على يمين يستحق بها مالاً هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك هذه الآية».
(٢/٤٦)
---