﴿ولسوف يعطيك﴾، أي: بوعد لا خلف فيه وإن تأخر وقته بما أفهمته الأداة ﴿ربك﴾، أي: المحسن إليك بسائر النعم في الآخرة من الخيرات عطاء جزيلاً ﴿فترضى﴾، أي: به فقال ﷺ «إذاً لا أرضى وواحد من أمّتي في النار». وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنّ النبيّ ﷺ رفع يديه وقال: «اللهمّ أمّتي أمّتي وبكى فقال الله تعالى: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له إنا سنرضيك في أمّتك ولا نسوءك». وعن أبي هريرة أنه ﷺ قال: «لكل نبيّ دعوة مستجابة فتعجل كل نبيّ دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمّتي يوم القيامة فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئاً» وعن عوف بن مالك أنّ رسول الله ﷺ قال: «أتاني آت من عند ربي يخبرني بين أن يدخل نصف أمّتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئاً». وعن شريح قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ يقول: إنكم معشر أهل العراق تقولون أرجى آية في القرآن ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله﴾ (الزمر: ٥٣)
(١٣/٤٩٠)
---
وإنا أهل البيت نقول: أرجى آية في كتاب الله ﴿ولسوف يعطيك ربك فترضى﴾ وفي هذا موعد لما أعطاه الله تعالى في الدنيا من الفتح والظفر بأعدائه يوم بدر ويوم فتح مكة ودخول الناس في الدين أفواجاً، والغلبة على قريظة والنضير وإجلائهم وبث عساكره وسراياه في بلاد العرب وما فتح على خلفائه الراشدين في أقطار الأرض من المدائن، وهدم بأيديهم من ممالك الجبابرة، وأنهبتهم من كنوز الأكاسرة وما قذف في قلوب أهل الشرق والغرب من الرعب وتهيب الإسلام وفشوّ الدعوة واستيلاء المسلمين.