﴿ووجدك عائلاً﴾، أي: فقيراً ﴿فأغنى﴾ قال مقاتل: فرضاك بما أعطاك من الرزق واختاره الفراء، وقال: لم يكن غني عن كثرة المال ولكن الله تعالى أرضاه بما أعطاه، وذلك حقيقة الغني. قال ﷺ «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس» وقال ﷺ «قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه».
وقيل: أغناك بمال خديجة وتربية أبي طالب، ولما اختل ذلك أغناه بمال أبي بكر ولما اختل ذلك أمره بالجهاد وأغناه بالغنائم. روى الزمخشري: أنه ﷺ قال: «جعل رزقي تحت ظل رمحي». وقال الرزاي: العائل ذو العيلة ثم أطلق على الفقير، ويجوز أن يراد ووجدك ذا عيال لا تقدر على التوسعة عليهم فأغناك بما جعل لك من ربح التجارة، ثم من كسب الغنائم.
وروى البغوي بإسناد الثعلبي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ «سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته، قلت: يا رب إنك آتيت سليمان بن داود ملكاً عظيماً، وآتيت فلاناً كذا قال: يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويتك، قلت: بلى يا رب. قال: ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ قلت: بلى يا رب، قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ قلت: بلى يا رب». وفي رواية «ألم أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك؟ قلت بلى يا رب».
(١٣/٤٩٥)
---