وفي رواية أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت فأرسل رسول الله ﷺ ناساً من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا النبيّ ﷺ شكوا ذلك إليه فنزلت، فقال أسيد بن حضير: جزاك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجاً وجعل للمسلمين فيه بركة، وقوله تعالى: ﴿إنّ الله كان عفوّاً غفوراً﴾ كناية عن الترخيص والتيسير؛ لأنّ من كانت عادته أن يعفو عن الخطائين ويغفر لهم آثر ما كان ميسوراً غير معسر.
﴿ألم تر﴾ أي: تنظر ﴿إلى الذين أوتوا نصيباً﴾ أي: حظاً يسيراً ﴿من الكتاب﴾ أي: من علم التوراة وهم أحبار اليهود ﴿يشترون﴾ أي: يختارون ﴿الضلالة﴾ على الهدى ﴿ويريدون أن تضلوا﴾ أيها المؤمنون ﴿السبيل﴾ أي: تخطئون طريق الحق لتكونوا مثلهم.
(٢/٢٤٠)
---
﴿والله أعلم﴾ منكم ﴿بأعدائكم﴾ فيخبركم بهم لتجتنبوهم ولا تستصحبوهم فإنهم أعداؤكم ﴿وكفى با ولياً﴾ أي: حافظاً ﴿وكفى با نصيراً﴾ أي: مانعاً لكم من كيدهم وقوله تعالى:
(٢/٢٤١)
---
﴿من الذين هادوا﴾ بيان للذين أوتوا نصيباً من الكتاب؛ لأنهم يهود ونصارى وقوله تعالى: ﴿وا أعلم بأعدائكم وكفى با ولياً وكفى با نصيراً﴾ جمل توسطت بين البيان والمبين على سبيل الاعتراض أو بيان لأعدائكم وما بينهما اعتراض أو صلة لنصيراً أي: ينصركم من الذين هادوا كقوله تعالى: ﴿ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا﴾ (الأنبياء، ٧٧)
أو خبر مبتدأ محذوف صفته ﴿يحرّفون الكلم عن مواضعه﴾ أي: ومن الذين هادوا قوم يحرّفون أي: يغيرون الكلم الذي أنزل في التوراة من نعت محمد ﷺ عن مواضعه التي وضع عليها بإزالته عنها وإثبات غيره فيها، وفي المائدة ﴿من بعد مواضعه ﴾(المائدة، ٤١)


الصفحة التالية
Icon