﴿فلا وربك﴾ أي: فوربك ولا مزيدة لتأكيد القسم ﴿لا يؤمنون﴾ أي: يوجدون هذا الوصف ويجدونه ﴿حتى يحكموك﴾ أي: يجعلوك حكماً ﴿فيما شجر﴾ أي: اختلف واختلط ﴿بينهم﴾ من كلام بعضهم لبعض للتنازع حتى كانوا كأغصان الشجرة في التداخل والتضايق ﴿ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً﴾ أي: نوعاً من الضيق ﴿مما قضيت﴾ به عليهم ﴿ويسلموا تسليماً﴾ أي: وينقادوا لك انقياداً بظواهرهم وبواطنهم، وفي الصحيح: إنّ الآية نزلت في الزبير وخصم له من الأنصار وقد شهد بدراً في شراج من الحرة كانا يستقيان بها النخل فقال النبيّ ﷺ للزبير: «اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك» فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله: أن كان ابن عمتك؟ فتلوّن وجه رسول الله ﷺ ثم قال: «اسق يا زبير ثم احبس حتى يبلغ الجدر واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك» وقيل: نزلت في بشر المنافق واليهودي اللذين اختصما إلى عمر.
(٢/٢٥٧)
---


الصفحة التالية
Icon