﴿الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله﴾ أي: في طاعته الله ﴿والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت﴾ أي: في طاعة الشيطان ﴿فقاتلوا﴾ أيها المؤمنون ﴿أولياء الشيطان﴾ أي: حزبه وجنوده وهم الكفار ﴿إن كيد الشيطان﴾ أي: مكره بالمؤمنين ﴿كان ضعيفاً﴾ بالإضافة إلى كيد الله تعالى بالكافرين لا يعتدّ به، فلا تخافوا أولياءه فإن اعتمادهم على أضعف شيء أوهنه كما فعل الشيطان يوم بدر لما رأى الملائكة خاف أن تأخذه فهرب وخذلهم.
(٢/٢٦٤)
---
﴿ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم﴾ أي: عن قتال الكفار، وهم جماعة من الصحابة كانوا يلقون من المشركين أذى كثيراً قبل أن يهاجروا ويقولون: يا رسول الله ائذن لنا في قتالهم فإنهم قد آذونا، فيقول لهم رسول الله ﷺ «كفوا أيديكم فإني لم أؤمر بقتالهم» ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾. فلما هاجروا إلى المدينة وأمرهم الله تعالى بقتال المشركين شق ذلك على بعضهم كما قال تعالى: ﴿فلما كتب﴾ أي: فرض ﴿عليهم القتال﴾ قرأ أبو عمرو بكسر الهاء والميم في الوصل وحمزة والكسائي بضم الهاء والميم في الوصل، وأمّا الوقف فالجميع يسكنون الميم، وحمزة بضم الهاء على أصله، وكسرها الباقون ﴿إذا فريق منهم يخشون﴾ أي: يخافون ﴿الناس كخشية الله﴾ أي: كخشيتهم من الله ﴿أو أشدّ خشية﴾ من خشيتهم له.


الصفحة التالية
Icon