فإن قيل: قد سقط به فرض الصلاة عن الجنازة، أجيب: بأن المقصود من الصلاة الدعاء والصبيّ أقرب إلى الإجابة والمقصود من السلام الأمان والصبيّ ليس من أهله، ولا يسقط أيضاً بردّ من لم يسمع، ولو سلم على امرأة إن كان يباح له النظر إليها كمحرمة وزوجته يسنّ له السلام عليها، ووجب عليها الردّ وإلا كره له ابتداء وردّاً وحرم عليها ابتداء وردّ هذا إذا كانت مشتهاة، فإن كانت عجوزاً أو جماعة نسوة لم يكره، ويجب الردّ لانتفاء خوف الفتنة، ولا يسنّ ابتداؤه على قاضي حاجة ولا على آكل ولا على من في حمام ولا على مصلّ ومؤذن وخطيب وملب ومستغرق القلب بالدعاء، ولا يجب الجواب عليهم، ويحرم ابتداؤه على الكافر، ويرد عليه إذا سلم بعليك فقط، وهذا باب طويل قد بينته السنة وقد أكثرت منه في شرح المنهاج ﴿إنّ الله كان﴾ أي: أزلاً وأبداً ﴿على كل شيء حسيباً﴾ أي: محاسباً فيجازي عليه، وقال مجاهد: حفيظاً، وقال أبو عبيدة: كافياً، يقال: حسبي هذا أي: كفاني وقوله تعالى:
(٢/٢٧٣)
---
﴿الله لا إله إلا هو﴾ مبتدأ وخبر وقوله تعالى: ﴿ليجمعنكم﴾ اللام لام القسم أي: والله ليجمعنكم الله من قبوركم ﴿إلى﴾ في ﴿يوم القيامة﴾ وسميت بذلك؛ لأنّ الناس يقومون من قبورهم قال تعالى: ﴿يوم يخرجون من الأجداث سراعاً﴾ (المعارج، ٤٣)
وقيل: لقيامهم إلى الحساب قال تعالى: ﴿يوم يقوم الناس لرب العالمين﴾ (المطففين، ٦)
(٢/٢٧٤)
---
﴿لا ريب﴾ أي: لا شك ﴿فيه﴾ أي: في ذلك اليوم أو في الجمع ﴿ومن أصدق من الله حديثاً﴾ أي: قولاً.


الصفحة التالية
Icon