تنبيه: قوله تعالى: ﴿إلا خطأ﴾ إمّا منصوب على الحال أي: وليس من شأن المؤمن أن يقتل مؤمناً في حالة من الأحوال إلا حال الخطأ، وإما مفعول لأجله أي: لا يقتله لعلة إلا للخطأ، وقيل: إلا بمعنى ولا، أي: ليس له قتله في حال من الأحوال ولا خطأ نظير قوله تعالى: ﴿إني لا يخاف لديّ المرسلون إلا من ظلم﴾ (النمل، ١٠ ـ ١١)
وقوله: ﴿لئلا يكون للناس على الله حجة إلا الذين ظلموا منهم﴾ (النساء، ١٦٥)
﴿ومن قتل مؤمناً خطأً﴾ كأن قصد رمي غيره كصيد أو شجر فأصابه ﴿فتحرير رقبة﴾ أي: فعليه أي: فواجبه تحرير رقبة كاملة الرق فلا يجزىء مكاتب كتابة صحيحة ولا أم ولد والتحرير الإعتاق ويعبر عن النسمة بالرقبة كما يعبر عنها بالرأس ﴿مؤمنة﴾ أي: محكوم بإسلامها وإن كانت صغيرة ولو كان إسلامها بتبعية الدار أو السابي سليمة عما يخلّ بالعمل ﴿ودية مسلمة﴾ أي: مؤدّاة ﴿إلى أهله﴾ أي: ورثة المقتول يقتسمونها كسائر المواريث ﴿إلا أن يصدّقوا﴾ أي: يتصدّقوا بها عليه بأن يعفوا عنها، وسمي العفو عنها صدقة حثاً عليه وتنبيهاً على فضله، قال ﷺ «كل معروف صدقة».
(٢/٢٨٠)
---


الصفحة التالية
Icon