وقرأ حمزة والكسائي بالثاء المثلثة مكان الباء الموحدة وبالباء الموحدة مكان الياء المثناة تحت وبالتاء المثناة فوق مكان النون فهو من التثبت والباقون من البيان ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام﴾ أي: لمن حياكم بتحية الإسلام، وقرأ نافع وابن عامر وحمزة بغير ألف بعد اللام من السلام أي: الاستسلام والانقياد والباقون بالألف ﴿لست مؤمناً﴾ وإنما فعلت ذلك متعوّذاً ﴿تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾ أي: تطلبون ماله الذي هو حطام سريع النفاد ﴿فعند الله مغانم كثيرة﴾ تغنيكم عن قتل مثله لماله ﴿كذلك كنتم من قبل﴾ أي: أوّل ما دخلتم في الإسلام تفوّهتم بكلمة الشهادة فحصنتم بها أموالكم ودماءكم من غير أن تعلم مواطأة قلوبكم ألسنتكم ﴿فمنّ الله عليكم﴾ أي: بالاشتهار بالإيمان والاستقامة في الدين ﴿فتبينوا﴾ أي: وافعلوا بالداخلين في الإسلام كما فعل الله بكم ولا تبادروا إلى قتلهم ظناً إنهم دخلوا اتقاءً وخوفاً، فإن بقاء ألف كافر أهون عند الله من قتل امرىء مسلم، وتكريره تأكيد لتعظيم الأمر بالتبيين وترتيب الحكم على ما ذكر من حالهم ﴿إنّ الله كان﴾ ولم يزل ﴿بما تعملون خبيراً﴾ أي: عالماً به وبالغرض منه فيجازيكم به فلا تتساهلوا في القتل واحتاطوا فيه.
(٢/٢٨٤)
---


الصفحة التالية
Icon