﴿ولا تهنوا﴾ أي: تضعفوا ﴿في ابتغاء القوم﴾ أي: في طلب أبي سفيان وأصحابه ﴿إن تكونوا تألمون﴾ أي: تتوجعون من ألم الجراح ﴿فإنهم يألمون﴾ أي: يتوجعون من الجراح ﴿كما تألمون﴾ ولم يجبنوا عن قتالكم فلا تجبنوا عن قتالهم ﴿وترجون﴾ أنتم ﴿من الله﴾ من النصر والثواب على جهادكم ﴿ما لا يرجون﴾ هم فأنتم تزيدون عليهم بذلك فيجب أن تكونوا أرغب منهم في الحرب وأصبر عليها ﴿وكان الله عليماً﴾ بأعمالكم وضمائركم ﴿حكيماً﴾ أي: فيما يأمر وينهى.
﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب﴾ أي: القرآن وقوله تعالى: ﴿بالحق﴾ متعلق بأنزل ﴿لتحكم بين الناس بما أراك﴾ الله أي: عرفك وأوحى به إليك وليس أرى من الرؤية بمعنى العلم وإلا لاستدعى ثلاثة مفاعيل، وعن عمر رضي الله تعالى عنه لا يقولنّ أحدكم قضيت بما أراني الله فإن الله لم يجعل ذلك إلا لنبيه ولكن ليجتهد رأيه؛ لأن الرأي من رسول الله ﷺ كان مصيباً؛ لأن الله تعالى كان يريه إياه وهو منا الظن والتكليف.
(٢/٣٠٠)
---


الصفحة التالية
Icon