﴿لعنه الله﴾ أي أبعده عن رحمته ﴿وقال﴾ الشيطان المذكور ﴿لأتخذنّ من عبادك نصيباً﴾ أي: حظاً ﴿مفروضاً﴾ أي: مقطوعاً أدعوهم فيه إلى طاعتي قال الحسن: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ﴿ولأضلنهم﴾ أي عن طريقك السوى بما سلطتني به من الوسواس وتزيين الأباطيل ﴿ولأمنينهم﴾ أي بكل ما أقدر عليه من الباطل من عدم البعث والحساب ولا جنة ولا نار وغيره، وألقي في قلوبهم طول الأعمار وبلوغ الآمال من الدنيا والآخرة بالرحمة والحنو والإحسان ونحوه مما هو سبب للتسويف بالتوبة ﴿ولآمرنهم فليبتكن﴾ أي: يقطعن ﴿آذان الأنعام﴾ كما كانت العرب تفعله بالبحائر والسوائب التي حرّموها على أنفسهم كانوا يشقون آذان الناقة إذا ولدت خمسة أبطن، وجاء الخامس ذكراً حرموا على أنفسهم الانتفاع بها ﴿ولآمرنهم فليغيرنّ خلق الله﴾ أي: فطرة الله التي هي دين الإسلام بالكفر وإحلال ما حرّم الله، وتحريم ما أحل الله، ويدخل في ذلك اللواط والسحر والوشم، وهو أن يغرز الجلد بإبرة ويحشى بنحو نيلة، والوشر وهو أن تحدّ المرأة أسنانها وترققها ونحو ذلك، وكالخصاء وهو حرام في بني آدم، قال الزمخشري: وعند أبي حنيفة يكره شراء الخصيان وإمساكهم واستخدامهم؛ لأن الرغبة فيهم تدعو إلى خصائهم، وأمّا في البهائم فيجوز في المأكول الصغير ويحرم في غيره.
وقيل للحسن رحمه الله تعالى: إنّ عكرمة يقول: المراد هنا هو الخصاء فقال: كذب عكرمة هو دين الله وعن ابن مسعود هو الوشم ﴿ومن يتخذ الشيطان ولياً﴾ أي: يتولاه ويطيعه ﴿من دون الله﴾ أي: غيره ﴿فقد خسر خسراناً مبيناً﴾ بيناً لمصيره إلى النار المؤبدة عليه.
(٢/٣١٠)
---


الصفحة التالية
Icon