(٢/٣٢٦)
---
﴿وقد﴾ أي: تتخذونهم والحال أنه قد ﴿نزل عليكم﴾ أي: أيتها الأمّة الصادقين منكم والمنافقين ﴿في الكتاب﴾ أي: القرآن في سورة الأنعام النازلة بمكة المشرفة النهي عن مجالستهم فضلاً عن ولايتهم ﴿أن﴾ أي: إنه فهي مخففة واسمها محذوف ﴿إذا سمعتم آيات الله﴾ أي: القرآن ﴿يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم﴾ أي: الكافرين والمستهزئين ﴿حتى يخوضوا في حديث غيره﴾ أي: حتى يأخذوا في حديث غير ذلك، قال الضحاك عن ابن عباس: دخل في هذه الآية كل محدث في الدين وكل مبتدع إلى يوم القيامة، وقرأ عاصم: (نزل) بفتح النون والزاي، والباقون بضمّ النون وكسر الزاي ﴿إنكم إذاً﴾ أي: إن قعدتم معهم ﴿مثلهم﴾ أي: في الإثم؛ لأنكم قادرون على الإعراض عنهم والإنكار عليهم أو الكفر إن رضيتم به، وقيل: كان الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار هم المنافقون فقيل لهم: إنكم إذاً مثل الأحبار في الكفر، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿إنّ الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً﴾ أي: القاعدين والمقعود معهم كما اجتمعوا في الدنيا على الكفر والاستهزاء، وقوله تعالى:
(٢/٣٢٧)
---


الصفحة التالية
Icon