---
﴿ هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ا؟رْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى؟ إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّ؟ـاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ؟ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَا؟؟ـ؟ِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِى ا؟رْضِ خَلِيفَةً؟ قَالُو؟ا؟ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ إِنِّي؟ أَعْلَمُ مَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ ءَادَمَ ا؟سْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَا؟ئِكَةِ فَقَالَ أَن؟بِئُونِى بِأَسْمَآءِ هَا؟ؤُ؟ءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا؟ سُبْحَانَكَ عِلْمَ لَنَآ إِs مَا عَلَّمْتَنَآ؟ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾
﴿هو الذي خلق لكم ما في الأرض﴾ أي: لأجلكم وانتفاعكم في دنياكم باستنفاعكم بها في مصالح أبدانكم بوسط كالأدوية المركبة، أو غير وسط كالثمرة والأدوية المفردة، وفي دينكم بالاستدلال على موجدكم ففي ذلك نعمة على عباده سبحانه وتعالى وما نعم كل ما في الأرض لا الأرض إلا إن أريد بالأرض جهة السفل كما يراد بالسماء جهة العلو وقوله تعالى: ﴿جميعاً﴾ حال من الموصول الثاني وهو ما وهي حال مؤكدة لما لاتحادهما في العموم وهذا أقرب من جعله حالاً من ضمير لكم لأنّ سياق الآيات إنما هو في تعداد النعم لا في تعداد المنعم عليهم، ولأنّ المنة بتعداد النعم أظهر من المنة بتعداد المنعم عليهم لأنّ مقدار النعم يصل إلى كل أحد ﴿ثم استوى إلى السماء﴾ أي: قصد إلى خلقها بإرادته، وأصل الاستواء طلب السواء وإطلاقه على الاعتدال لما فيه من تسوية وضع الأجزاء ولا يمكن حمله على الله تعالى لأنه من خوّاص الأجسام وقيل: استوى استولى كما قيل:
*قد استوى بشر على العراق ** من غير سيف ودم مهراق*
(١/٩٢)
---