أما أبو موسى، وعبد الله بن الزبير، فما روي عنهما في التفسير أقل مما روي عن سابقيهما، وقد ورد عن جماعة من الصحابة غير هؤلاء اليسير من التفسير، كأنس، وأبي هريرة، وابن عمر، وجابر، وغيرهم، وقد ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص أخبار كثيرة في التفسير ولا سيما فيما يتعلق بقصص الأنبياء، وأخبار الفتن، وأحوال يوم القيامة، قال السيوطي: وما أشبهها بأن تكون مما تحمَّله عن أهل الكتاب: يعني من الإسرائيليات١.
١ الإتقان في علوم القرآن جـ ٢ ص ١٨٩.
"المفسرون من التابعين":
وقد اشتهر بالتفسير من التابعين كثيرون، من أعيانهم: مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم كثيرون.
مدارس التفسير
مدخل
...
مدارس التفسير:
وقد كانت هناك مدارس متعددة في التفسير، لكل مدرسة خصائصها، ومميزاتها وأساتذتها، وطلابها، فكانت هناك مدرسة الحجاز، وهي تشمل مدرستين: مدرسة مكة، وأستاذها الأكبر ابن عباس، ومدرسة المدينة، ومن أساتذتها: علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، ومدرسة العراق، وأستاذها الأكبر: ابن مسعود، ومدرسة الشام، ومن أساتذها من الصحابة: أبو الدراء الأنصاري الخزرجي، وتميم الداري راهب عصره، وعابد أهل فلسطين، ومدرسة مصر وأستاذها الأكبر: عبد الله بن عمرو بن العاص، ومدرسة اليمن وأستاذاها الأكبران: معاذ بن جبل، وأبو موسى الأشعري، إلى غير ذلك من المدارس التي انتشرت في العالم الإسلامي.