بألوان الحضارة، وضروب التقدم الفكري، واشتهرت قرطبة في ذلك العصر بمسجدها الجامع، ولم يكن هذا المسجد موطن العبادة حسب؛ بل كان مجمعًا للساسة، ومنتدى العلماء أيضًا.
حفظت كتب التراجم تنقلات مكي على وجه دقيق: فقد سافر إلى مصر في الثالثة عشرة من عمره "٣٦٧هـ"، وبها اختلف إلى المؤدبين والعارفين بعلوم الحساب١، وأكمل القرآن٢ ثم رجع إلى القيروان، واستكمل بها علومه٣، ثم نهض إلى مصر ثانية فقرأ القراءات على ابن غلبون سنة ٣٧٦هـ٤، وقيل سنة ٢٧٧هـ٥ وحج حجة الفريضة عن نفسه٦، ثم رجع إلى القيروان سنة تسع وسبعين، وقد حفظ القرآن، واستظهر القراءات وغيرها من الآداب٧، ثم عاد إلى مصر ثالثة في سنة اثنتين وثمانين٨ ليتلقى ما بقي عليه من القراءات٩، وبعدها عاد إلى القيروان سنة ثلاث

١ وفيات الأعيان ٤/ ٢٦١.
٢ طبقات القراء ٢/ ٣٠٨.
٣ إنباء الرواة ٣/ ٣١٣.
٤ طبقات القراء ٢/ ٣٠٩.
٥ إنباه الرواة ٣/ ٣١٣-٣١٤.
٦ المصدر السابق.
٧ معجم الأدباء ١٩/ ١٦٨.
٨ إنباه الرواة ٣/ ٣١٤.
٩ معجم الأدباء ١٩/ ١٦٨.


الصفحة التالية
Icon