بعضًا. وكان سبب ذلك ما قدمنا ذكره١ أن أهل كل مصر قرءوا على ما أقرأهم الصحاب، الذي وصل إليهم ليعلمهم القرآن، والدين في زمان أبي بكر وعمر، فاختلفوا في قراءاتهم بألفاظ مختلفة في السمع لا في المعنى٢، وفي السمع والمعنى٣ مخالفة للخط، وغير مخالفة، بزيادة ونقص٤، وتقديم، وتأخير٥، واختلاف حركات وأبنية واختلاف حروف، ووضع حروف في موضع أحرف أخر٦.
وكان ذلك قد تعارف بين الصحابة على عهد النبي "صلى الله عليه وسلم" على ما قدمنا وبينا، فلم يكن ينكر أحد ذلك على أحد لمشاهدتهم من أباح لهم ذلك، وهو النبي "صلى الله عليه وسلم".
فلما انتهى ذلك الاختلاف إلى ما لم يعاين صاحب الشرع،

١ انظر ص٤٩.
٢ كقراءة: جذوة مثلثة الجيم.
٣ كقراءة يسيركم وينشركم.
٤ وما خلق الذكر والأنثى، والذكر بنقص لفظ ما خلق.
٥ فيقتلون بفتح ياء المضارعة، مع بناء الفعل للفاعل في إحدى الكلمتين، وبضمها مع بناء الفعل للمفعول في الكلمة لأخرى.
٦ مثل: طلح منضود. وطلع منضود.


الصفحة التالية
Icon